يؤدي الإفراط في تناول ملح الطعام إلى إحتباس الماء بالجسم وإرتفاع ضغط الدم ، إستمرار إرتفاع ضغط الدم لفترات زمنية طويلة سيتسبب في ضيق وتيبس الأوعية الدموية ، وهو ما يشكل عبئا كبيرا على عضلة القلب ، نتيجة للمجهود الإضافي الذي تبذله عضلة القلب كي تضخ الدم في محاولة منها للتغلب على القصور الوظيفي الناشئ بالأوعية الدموية المتضررة ، هذا العبء الإضافي الواقع على عضلة القلب يتسبب بدوره في مزيد من إرتفاع ضغط الدم .
وإستكمالا لما سبق ، يتسبب إرتفاع ضغط الدم المزمن في ضعف عضلة القلب ، بالإضافة إلى تلف الجدار الداخلي المبطن للأوعية الدموية وتراكم الدهون على هذه الجدران ، وهو ما يؤدي إلى ظهور العديد من المضاعفات الخطيرة كفشل القلب الوظيفي ، الأزمات القلبية ، الجلطات ، تصلب الشرايين .. إلخ .
وعلى الجانب الآخر ، فإن إرتفاع ضغط الدم يعني زيادة العبء الواقع على الكليتين ، فضلا عن إصابتهما بالخلل الوظيفي ، وكما يعلم الجميع فإن الوظيفة الأساسية للكليتين تكمن في تنظيم مستويات الماء والأملاح بالجسم وفق المعدلات الطبيعية المطلوبة ، لذا فإن الضغط الإضافي الواقع على الكليتين يتسبب في إختلال مستويات الماء والأملاح بالجسم ، وهو ما يتسبب بدوره في زيادة إضافية بضغط الدم .. وهكذا ، لنجد أن الأمر يدور في حلقة مفرغة .
إذا إستمرت هذه الحلقة المفرغة دون إنقطاع ، فإن الأمر سينتهى عند الإصابة بالفشل الكلوي ، وهو الأمر الذي يحدث على نحو متدرج من خلال ظهور تدريجي لمجموعة من الأعراض المرضية التي ينبغى الإنتباه لها ، وسرعة البحث عن مشورة طبية في حالة ظهور أي منها ، وتشمل ..
- الإصابة بالإرهاق على نحو غير مفهوم .
- جفاف الجلد والشعور بالحكة .
- إنخفاض كمية البول ، مع وجود رغوة أو قطرات دم بالبول .
- إنتفاخ العين في أوقات الصباح أو تورم الكاحل والقدم .
ولقطع هذه الحلقة المفرغة ينبغي إتباع نظام غذائي ذو محتوى محدود من ملح الصوديوم ( الحصة اليومية المقررة ينبغي ألا تزيد عن 2 جرام ) ، مع الحفاظ على وزن الجسم ضمن المعدلات الطبيعية ، وممارسة الرياضة .